الحلقة الثامنة
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
شاعر عربي
ملحمة شعرية تحكي بطولات
الملك فيروز شاه الفارسي ابن الملك ضاراب ، يمتزج فيها الماضي بالحاضر
واستشراف المستقبل ، فيها من الحوادث العجيبة
والأمور الغريبة ما يسر الوجدان ويريح أعصاب الولهان .
&& مصدر الملحمة الأصلية :
المكتبة الشعبية // بيروت // لبنان // طبعة سنة 2000 ميلادية .
&& مؤلف
الملحمة الأصلية: مجهول !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذات نهار كان فرخوزاد
جالساً في الدكان ، وإذا بمناد يقول أن الملك سليم حاكم السليمية احدي مدن اليمن
قرر أن يهب عطية كبيرة لمن يستطيع أن يغلب بهلوان متمرد في قصره ، والناس جميعاً
امتنعوا عن تلبية نداء الملك خوفاُ من البهلوان المتمرد !
وما أن سمع فرخوزاد
النداء حتي قام واقفا صارخا بأعلى صوته أنا مستعد لأوامر الملك وجاهز تماماً !
ما أن سمع صاحب
الدكان ذلك حتي صرخ للناس هذا الرجل لا اعرفه وليس ولدي وانه مجرد خادم عندي !
لم ينزعج
فرخوزاد من قول صاحب الدكان ، وذهب علي
الفور لمقابلة الملك سليم وهناك ابدي استعداده التام لقتال البهلوان المتمرد داخل
قصر الملك !
سأله الملك ، هل
تقدر عليه يا بني ؟!!
لا تخف عليّ مولاي ،
هو بالنسبة لي كطفل يبكي لفراق أمه !
وتم اللقاء بين
البهلوان وفرخوزاد واستطاع فرخوزاد شل
حركته في لمح البصر !
ساعتها اندهش الملك
وكل الحاضرين من قوة فرخوزاد الفائقة ، وقرر الملك أن يكون فرخوزاد قائد كل جيوش
المملكة وقربه منه وأعطاه قصراً كبيراً بجوار القصر الملكي كي يكون بجواره دائماً
، وعاد فرخوزاد لحياة النعيم والقصور مرة ثانية !
كان للملك سليم بنت رائعة
الحسن والجمال اسمها أنوش ، وهي ابنته الوحيدة .
ما أن سمعت أنوش
بأفعال فرخوزاد حتي وقعت محبته في قلبها دون أن تراه ، واستطاعت بالحيلة والدهاء
أن تراه جيداً وهو جالس مع أبيها الملك ، ساعتها قالت يا له من فارس وسيم شجاه بهي
الطلعة ، ليته يكون زوجي ذات يوم !
وأخبرت جاريتها
قهرمانة بعشقها لفرخوزاد ، وأنها لابد ان
تلقاه وتتحدث معه بأي وسيلة .
وبالفعل تخفت هي
وقهرمانة في ثياب رجال ملثمين وذهبوا إلي قصر فرخوزاد في ساعة متأخرة من الليل ، طرقوا باب قصره وفتح الباب الخدم وطلبوا لقاء
الأمير فرخوزاد لأمر خطير .
قابلهم فرخوزاد وهو
يتعجب لحضورهم في ذلك الوقت المتأخر من الليل ، وما أن انفردت به أنوش حتي أزالت
اللثام عن وجهها فوجدها آية ربانية في
الجمال والسحر الأنثوي !
ساعتها هاج قلبه بعنف
ووقع حبها في قلبه ، وكانت هي صريحة معه وبثته غرامها بكل وضوح وأخبرته أنه بنت
الملك السليم وتعاهدا علي الحب والوفاء حتي آخر العمر .
نعود سريعاً إلي
الأمير فيروز شاه وأخوه قادر شاه ، فنراهم في حيرة وغم كبير لاختفاء فرخوزاد وضياع
أثره منهم ، وأخذوا يبحثون عنه في كل مكان دون فائدة ، حتي وصلوا الي شاطئ البحر وجدوا
قوماً يستعدون للإقلاع بسفينتهم ، سألوهم أين ذاهبون ، قالوا إلي تعزاء اليمن ،
فعرضوا عليهم ان يصاحبوهم في السفينة علي أن يحرسوهم من القراصنة وقطاع الطرق .
في السفينة تعرف الأمير
فيروز علي رئيسهم ويدعي الخواجة إليان ، وقد استراح إليه كثيراً خاصة بعد أن
عرف انه يعمل لدي الأميرة عين الحياة
ويحمل لها بضائع نفيسة غالية الثمن .
بعد أن توغلت
السفينة في عرض المحيط هاجمها مجموعة من القراصنة الزنوج ، ساعتها خاف البحارة وأدركوا
أن نهايتهم أوشكت ، فطمئنهم الأمير فيروز ، وبمجرد اقتراب سفينة القراصنة منهم هجم
عليها فيروز شاه كالرعد القاصف وقتل كل الزنوج المهاجمين في لمح البصر ، وساعده
أخيه قادر شاه واستولوا علي سفينة الزنوج بكل ما فيها .
ساعتها اندهش
الخواجة إليان من أفعال الأمير فيروز شاه وأخيه قادر شاه .
ذات ليلة قمرية علي
ظهر السفينة صارح الأمير فيروز الخواجة إليان بحبه وعشقه للأميرة عين الحياة وأنه
ذاهب خصيصاً لطلب يدها من أبيها الملك سرور ، وتعاهدا علي أن يكون ذلك سراً بينهما
.
فجأة سمعوا صراخ
وعويل من البحارة ، سألوهم فقالوا لهم أنهم دخلوا في جزيرة الطلاسم ، وتلك جزيرة مسحورة ، لا تقترب منها
سفينة إلا وتنتهي للابد بمن عليها من
البحارة .
وكان يسكن فيها رجل
كافر مجوسي يفرح بهلاك عباد الله المؤمنين ويرغب دائما في الانتقام منهم ، وقد
اخترع مادة مغناطيسية تجذب السفن العابرة للجزيرة وتكون نهايتهم فيها !
حتي وقع فيها ذات
يوم حكيم ماهر من حكماء اليونان ، وقد اخترع اختراع مضاد لاختراع المجوسي الكافر ،
وهو عبارة عن طبل كبير علقه في شجرة كبيرة ، فإذا ضرب علي الطبل أخذت المياه في
الفيضان وتنقذ السفن المتجمدة علي شط الجزيرة وينجو من عليها !
لكن المشكلة أن من
يقرعون الطبل يهلكون لا محالة وتنجو السفن
بمن عليها !
ساعتها أعلن الأمير
فيروز بكل شجاعة إنه هو من سيضرب الطبل
المعلق علي الشجرة كي ينجو الجميع !
حاول الخواجة إليان
معه كي لا يضحي بنفسه لكنه رفض ، فقام أخوه الأمير قادر شاه معلناً أنه هو من
سيضرب الطبل ليس الأمير فيروز شاه وأقسم علي ذلك .
وهذا ما حدث بالفعل
ارتقي قادر شاه الشجرة العالية في لمح البصر وبدأ في قرع الطبلة الكبيرة بأصواتها
الصاخبة وجاء فيضان المياه غزيرا إلي الشط وبدأت السفينة تعوم ثانية وعليها
البحارة والأمير فيروز شاه وهو يبكي أخوته الأمير فرخوزاد والأمير قادر شاه !
أخيرا وصلت السفينة
الي البر بالقرب من مدينة تعزاء اليمن .
واخبر الخواجة إليان
الأمير فيروز شاه بضرورة ابتعادهم عن السير في الطريق القديم لوجود قلعة كبيرة
يتحصن بداخلها عبدين أسودين هما قاطر وقطير ، أعلنوا العصيان علي الملك سرور
ويقطعون الطريق علي الناس .
ساعتها أقسم الأمير
فيروز علي السير في الطرق القديم وأسر العبدين الأسودين قاطر وقطير وأخذهما حفاة
عراة للملك سرور .
وهذا ما تم بالفعل
وتم أسر قاطر وقطير واخذهما مكبلين للملك
، وعندما اقترب موكب الأمير والتجار من مدين تعزاء اليمن فوجئوا إنها محاصرة من كل
الجهات !
سألوا عن السبب ،
وعرفوا أن الشاه روزبن كندهار احد ملوك العجم ومعه ملوك آخرين يحاصرون الملك
السرور في مدينته لرفضه زواج ابنته الأميرة
عين الحياة من ابناء أحد هؤلاء
الملوك ، وهي التي رفضتهم جميعاً .
فقرروا غزو تعزاء اليمن واختطاف الأميرة عين الحياة
رغم أنف أبوها الملك سرور !
أرسل الملك سرور
يستغيث بجيوشه في أنحاء المملكة ومنهم جيش الملك سليم وعلي رأسه الأمير فرخوزاد
الذي ابدي بطولة نادرة أدهشت الجميع في صد المعتدين !
ومنعه الملك سليم من
مواصلة القتال وحده خوفاً عليه من التعب والهلاك ، خاصة وأن عدد جيوش المعتدين
يتجاوز 400000 ألف مقاتل !!
QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQ
في يوم من الأيام
سمع فرخوزاد ...
منادي ينادي ..
في العباد...
بأمر الملك سليم ...
ملك البلاد ...
يقول عنده بهلوان
...
ومعاه أقواس شداد
...
اللي يقدر يفتحهم
...
يمنحه الملك ...
ما يتمناه والحب ..
والوداد ...
تقدم فرخوزاد ...
راح للملك ...
فتح الأقواس ...
بطرف أيده ...
وفي عزمه زاد ...
قال الملك ...
من النهاردة ...
أنت قائد ...
الجيوش والبلاد ...
وأعطاه قصر كبير ...
وعاش أمير
بالفضائل ...
أمره ساد ...
بنت الملك ...
اسمها أنوش ...
وقعت في غرام ...
فرخوزاد ...
لما شافته ...
قلبها كان نبضه ...
آهات ...
قالت دا فارس ...
الزمان اللي فات ...
قلبي حبه ...
مستحيل يبقي ...
في سُكات ...
لازم يعرف ...
شوق غرامي ...
وانه هو الحياة ...
راحت أنوش للبطل ...
صارحته بحبها ...
يبقي ظله ظلها ...
تبقي روحه ....
عايشة فيها ...
وهيا روحها مثلها ..
ونرجع بالصلاة ...
علي الزين ...
للأمير فيروز شاه ..
وأخوه قادر شاه ...
داروا لفوا ...
في البلاد ...
يبحثوا عن ...
فرخوزاد ...
حتي قابلوا ...
ناس مسافرة ..
في المراكب ...
كان خواجة ..
اسمه إليان ...
معاه بضاعة ....
ثمينة ...
للأميرات والأعيان
...
سأله فيروز ...
مين صاحبها ...
قال له ستي ...
عين الحياة ...
بنت ملك ...
وسلطان وجاه ...
بس خايف ...
من اللصوص ..
والقراصنة العتاة
...
قال له فيروز ...
لا تخاف ...
احنا نحميك...
لأجل خاطر ...
حبيبتي عين الحياة
...
ركبوا الفارسين ...
المراكب يحرسوها ...
من الطغاة ...
ولما غاصوا ...
في البحار ...
شافوا صدمة ...
وانبهار ...
شافوا خوف ...
في العيون ...
من قراصنة صغار ...
قالوا إلحقنا فيروز
...
أو نعلن الفرار ..
هجم فيروز ...
علي اللصوص ...
في لمحة كانوا ...
في حصار ...
صارت مراكبهم ..
غنيمة ...
للبحارة والتجار ..
فرد فيروز الشراع
...
لأجل يبدأوا ...
الإبحار ...
فجأة صرخ البحارة
...
ضعنا في ....
جزيرة الطلاسم ...
والعواصف والإعصار
...
دي فيها مغناطيس ...
عجيب وعمله حاسم ...
يمسك المراكب ....
تتجمد علي ....
الشط بمسمار ...
أعمال شياطين ...
لمجوسي ملعون ...
كاره نفسه ...
والمؤمنين ....
والحل طبول كبيرة
...
يضربها الناس ...
البحر يهيج ...
ونعود سالمين ...
آخرة الحكاية ...
قدم قادر شاه ..
روحه ضحية ...
ولا قال آسفين ...
ورحل فيروز شاه ...
وقلبه حزين ...
زعل الأمير ...
علي أخواته ...
قال يا معين ...
وصل الأمير للشط ..
قال له الخواجة اليان ...
الشرط واضح للعيان ...
نبعد بعيد عن ...
القلعة الجميلة ...
وندور حواليها ...
بأي حيلة ...
قاطر وقطير ...
يأذوا العباد ...
بكل وسيلة ...
باختصار هجم ...
فيروز شاه ...
أعدمهم الحياة ...
وساقهم للملك ...
حفاة عراه ...
أخيراً وصل ...
الأمير لمبتغاه ...
وجد تعزاء اليمن ...
محاصرة من ...
كل اتجاه ... !
سأل قالوا ....
دي حرب جامدة ...
سببها عرسان ....
عين الحياة ...!
أبناء ملوك ...
يبغوا رضاها ...
وهي رافضة ...
بمليون لا ...!
قلبها مشغول ...
بالأمير فيروز شاه ..
وبدأت معارك ...
ومات ألوف ...
واللي يعيش ....
كتير يشوف ...
والجرئ عمره أطول ...
من اللي عايش ...
جواه خوف ...!
من اللي عايش ...
جواه خوف ...!
من اللي عايش ...
جواه خوف ...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
شاعر عربي
&& ألي اللقاء
&&
تعليقات
إرسال تعليق