ملحمة الملك فيروز شاه /////// الحلقة الخامسة ////////////////////


    & ملحمة الملك فيروز شاه  ابن الملك ضاراب  5 &
                              الحلقة الخامسة                      
                                          بقلم
                          أحمد عبد اللطيف النجار
                                 شاعر عربي

ملحمة شعرية تحكي بطولات الملك فيروز شاه  الفارسي  ابن الملك ضاراب ، يمتزج فيها الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل ، فيها من الحوادث العجيبة  والأمور الغريبة ما يسر الوجدان ويريح أعصاب الولهان .
&&  مصدر الملحمة الأصلية  :  المكتبة الشعبية // بيروت // لبنان // طبعة سنة 2000 ميلادية .
&& مؤلف الملحمة الأصلية: مجهول !!!
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مضت سنة وطلب حكماء المملكة من الملك ضاراب رؤية ولده فيروز شاه لمعرفة مدي إتقانه فنون القتال والفروسية .
وافق الملك وذهب بهم إلي قصر ولده فيروز شاه ، واستقبلهم فيروز شاه بالبشر والسرور ، وطلب منه أبيه الملك أن يري حكماء المملكة  شجاعته ومهارته في فنون القتال ، وأمر الملك علي الفور بتجهيز الميدان واصطفاف الفرسان في جهة وفيروز شاه وصاحبه فرخوزاد في الجهة الأخرى ، وبدأ القتال بين الأبطال ، الكل يتمني اللحاق بفيروز شاه ، لكن هيهات ، فقد كان يمتطي فرسه العجيبة الكمين ولم يلحق به أي فارس من الفرسان !
ساعتها تقدم الملك ضاراب بنفسه وتوسط الميدان ومعه فرسه الشهباء وفجأة امسكها بكل قوته ورفع الفرس بكل قوته إلي ما فوق رأسه ، ثم انزله علي الأرض !
نظر الجميع مندهشين إلي ما فعله الملك !!
قال الملك من يستطيع أن يفعل مثلي فليتقدم الميدان ، ولم يتقدم أحد من الفرسان !
فجأة رأي الجميع الأمير فيروز شاه يتقدم الميدان  ومعه فرسه الكمين وفرس صديقه العزيز فرخوزاد ابن فيلزور .
توسط فيروز شاه الميدان  وامسك الفرسين بيديه وفجأة في لمح البصر رفعهما فوق رأسه  وسط دهشة  وذهول الجميع بما فيهم الملك ضاراب !
ساعتها اغتاظ الحكيم طيطلوس كثيرا وخاف علي الأمير من أعين الحاسدين وأمره بدخول القصر فوراً ، وطلب من الملك ضاراب أن يكون هو المعلم الوحيد والراعي للأمير فيروز شاه ووافقه الملك علي طلبه مشكوراً .
استمر الحكيم طيطلوس مع  الأمير فيروز شاه أكثر من ثلاثة سنوات تعلم فيها الأمير كل فنون الحكمة وأصبح أوحد أهل زمانه بسالة وفصاحة وجمالاً .
                               لقاء الأرواح
                          فيروز شاه وعين الحياة
ذات ليلة دخل فيروز شاه فراشه  وصلي  ونام  ، وبينما هو نائم رأي حلما عجيب ، أنه في حديقة واسعة جدا مملؤة بالزهور والرياحين وحوله أنهار كبيرة ، وراح يطوف بالحديقة  وفجأة مرت من أمامه صبية ممشوقة القوام ذات حُسن وبهاء نادر المثال والتشبيه ، نظرت إليه الفتاة نظرة وداع وابتعدت عنه ، فأراد أن يسألها عن اسمها ويتحدث معها ، لكنه للأسف ساعتها استيقظ من نومه وحلمه الجميل  ، وقد اشتعل قلبه بحبها وتاه عقله عن الوجود ولما كان الصباح قام من نومه حزيناً مكتئب ، ولاحظ الحكيم طيطلوس عليه ذلك وسأله عن السبب فلم يجبه ، فتعجب منه كثيراً خاصة بعد ما لاحظ قلة طعامه وزهده في كل شيء حوله !
لما حل المساء دخل فراشه وصلي فرضه ثم استسلم للنوم ، فعاوده نفس الحلم مع نفس الفتاة الحسناء ، وحاول ثانية سؤالها عن أصلها وفصلها ولم تجبه !
قام من نومه مفزوعاً كارها للدنيا وما فيها !
ولما جاء مساء اليوم الثالث دخل فراشه وصلي  فرضه ونام ورأي نفس الحلم ونفس  الفتاة الحسناء ، رآها تلبس ثوبا من الحرير الأبيض  فوق جسم ناعم وبيدها قضيب من الخيزران  وفوق رأسها أكاليل من الزهر وفي خدها الأبيض الناعم  الممزوج بالحمرة خال كبير واضح جدا ، اقترب منها فيروز شاه وسألها من أنتِ أيها الملاك السماوي  وبنت من من البشر ، أرجوك جودي علي باسمك الكريم واسم أبيك واسم بلادكِ قبل أن تفارق روحي جسدي ، فقالت الصبية الحسناء اسمي عين الحياة وسكتت ، وقام فيروز شاه من نومه مفزوعا مضطرباً قائلاً ...
ــ يا الهي لقد زارتني ثلاث مرات  متتابعات !
ــ نعم لابد من وجود تلك الصبية علي أرض الواقع !
ــ لكن يا تري أين تعيش وبنت من هي ؟!!
ـ هل هي أنسية أم جنية من عالم الجن والملائكة ؟!!!
فجأة طرق عليه الباب أستاذه الحكيم طيطلوس وكان قد سمع حوار فيروز شاه مع نفسه وعرف كل شيء ، وأخبر الأمير بذلك لكنه أنكر كل شيء ، وحاول معه كثيراً دون فائدة !
تدهورت صحة فيروز شاه كثيرا واحتار الحكيم طيطلوس ماذا يفعل؟
خاصة أن الأمير اقسم ان يقتله إن باح بسره لمخلوق خاصة والده الملك ضاراب !
فجأة وجد إمامه احد تلاميذه النجباء ، انه شياغوس الرسام !
                         
                     فيروز شاه  و شياغوس الرسام
عندما شاهد الحكيم طيطلوس شياغوس الرسام قال له لقد جئت في وقتك ، سأله أين كنت ؟... قال كنت سائحا في بلاد الله بين الممالك .
أريد منك مهمة محددة هي أن تجلس مع ابن الملك ضاراب الأمير فيروز شاه ، تسليه وتشغله عما يكدر قلبه الحزين .
قال شياغوس سمعاً وطاعة سيدي .
وعلي الفور دخل طيطلوس إلي فيروز شاه وقال لقد جئتك برجل خبير بأحوال الدنيا هو شياغوث المصور وهو دائم التنقل بين الأمم والممالك ، أريد ان يقيم معك ويخبرك عما  شاهده في إسفاره ومغامراته ، وافق الأمير فيروز شاه .
ولما جلس الرسام شياغوس بين يديه أكرمه وطلب منه أن يحكي له عما شاهده في إسفاره الكثيرة .
جلس شياغوث مع فيروز شاه أياما طويلة يحكي له عن كل شيء بالتفصيل ، حتي حكي له ذات ليلة انه كان في تعزاء اليمن ( يقصد مدين تعز المحتلة اليوم من الحوثيين )  كنت أطوف في مدينة تعزاء اليمن وملكها اسمه الشاه سرور وهو يحكم علي صنعاء وعدن والطائف وغيرها وكان لي صديق في تلك المدينة ، نزلت عنده ضيفاً .
ذات يوم كنت في أسواق المدينة ، فرأيت الناس يصرخون  ويهرولون رعباً ، فتعجبت وهرولت أنا الآخر مع المهرولين  إلي دار صاحبي ، وسألته عن السبب وماذا يجري في السوق ؟
فقال تعالي معي إلي النافذة وانظر بنفسك ..
نظرت من النافذة فرأيت موكب كبير لعساكر المدينة ، تبعه صف كبير من الجواري كأنهن الحور العين ومن خلفهن صبية آية في الجمال سبحان الخالق الوهاب ، لا يمكن لأعظم شعراء الدنيا أن ينجحوا في وصفها ولا يستطيع أكبر رسامين العالم أن يرسموها !
والله يا سيدي لقد طفت ممالك بعدد شعر رأسي ولم أر صبية بهذا الجمال الملائكي !
وكان من عادة الصبية أن تذهب للطواف بالأسواق ومعها الحرس والعساكر وإذا صادفن ذكراً قتلوه ولو كان عمره يومان فقط !
سألت صاحبي ما اسمها فقال  الأميرة عين الحياة بنت  الشاه سرور ملك اليمن السعيد (( التعيس حالياً )  !
ما أن سمع الأمير فيروز شاه اسم عين الحياة حتي تغير لونه ووقع من طوله !!
واحتار الرسام  شياغوث ماذا يفعل معه ؟!!
               QQQQQQQQQQQQQQQQQ
صلوا علي النبي العدنان ..
في سالف العصر والأوان ...
كان في زمان سلطان ...
يحكم بين الرعية ...
ويعطيهم حنان ...
طلب حكماء المملكة ...
يشوفوا فيروز شاه ...
ابن الأكابر والأصول ...
والصولجان والجاه ...
ركب فيروز فرسه ..
الكمين ...
قال اللي يبارزني مين ؟
الكل ضاعوا أمامه ...
وكان مصيرهم حزين !
أبوه الملك ضاراب ..
نزل الميدان استغفر ...
وقال يا معين ...
رفع فرسه فوق رأسه ..
في لمحة وغمضة عين ...
قال مين يفعل فعالي ...
وفي قوته التمكين ..؟
الكل خاف ينزل ...
قالوا يا ملك آسفين !
فجأة نزل فيروز شاه ...
وكان معاه فرسين ...
من غير كلام ...
كان رافعهم  ...
وهو ثابت متين !
الكل اندهش من قوته ...
فيروز ابن السلاطين ...
وخاف طيطلوس عليه ...
من الحسد ونظرة عين ..
طلب يكون أستاذه ...
علي طول وكل السنين ...
وافق الملك بسرور ...
قال نكون متشرفين ...
أتعلم فيروز من الحكيم ...
كل شيء عارفين ...
وصار حكيم مثله ..
لكن حكيم سلاطين ...
نام الأمير ذات ليلة ...
وشاف حورية صبية ...
من الحور العين ...
حاول يكلمها ...
حاول يفهّمها ...
قالت له نو آسفين ...
زارته ثلاث مرات ...
وفي الأخيرة سألها ...
قالت له عين الحياة ...
عايشين حياتكم أنين ...
والحق بينكم صريع ...
ومعاه المظلومين ...!
قام الأمير من نومه ...
مهموم وشكله حزين ...
رآه طيطلوس  زعل ...
قال وبعدين ...؟!!
أميرنا  عاشق صبابة ...
أمير العاشقين ...
جاب له رسام خطير ...
اسمه شياغوس ...
رسام السلاطين ...
عشان ينسي حبه ...
والشوق والحنين ..!
فيروز قال له احكي ...
عن شعوب حيرانين !
حكي الرسام كتير ..
حتي وصل
لليمن الحزين ...
قال حاكمها
الشاه سرور ...
وبنته عين الحياة ...
سمع فيروز اسمها ...
راح منه عقله وتاه ...
قام الرسم يلطم ....
علي خداه ...
خايف علي الأمير ...
ينادي فيروز شاه ....
ينادي فيروز شاه ...
ينادي فيروز شاه ...!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
   شاعر عربي
 && إلي اللقاء&&















تعليقات