الحلقة التاسعة
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
شاعر عربي
ملحمة شعرية تحكي بطولات
الملك فيروز شاه الفارسي ابن الملك ضاراب ، يمتزج فيها الماضي بالحاضر
واستشراف المستقبل ، فيها من الحوادث العجيبة
والأمور الغريبة ما يسر الوجدان ويريح أعصاب الولهان .
&& مصدر الملحمة الأصلية :
المكتبة الشعبية // بيروت // لبنان // طبعة سنة 2000 ميلادية .
&& مؤلف
الملحمة الأصلية: مجهول !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما عرف الأمير
فيروز شاه أن مدينة حبيبته عين الحياة محاصرة
ركبته كل شياطين الدنيا ، وقرر عمل المستحيل لإنقاذ حبيبته ومدينتها تعزاء
اليمن .
استدعي الخواجة آليان
وعرف منه كل شيء ، فأقسم فيروز شاه بالله القادر القهار أن لا يدخل المدينة حتي
يفرق ويقتل كل جيوش الزنوج التي تحاصرها
من كل مكان .
كيف أنا علي قيد الحياة ويطمع في الوصول إلي حبيبتي عين الحياة طامع ...؟!!
اتفق فيروز شاه مع
الخواجة اليان بالصعود إلي أعلي قمة في الجبل
لمتابعة ما سوف يحدث من الأعداء والملك سرور والتدخل في الوقت المناسب .
بالفعل صعد الأمير
والخواجة إلي أعلي الجبل .
استمر القتال أيام
طويلة بين جيش الملك سرور وجيوش الأعداء دون أن يحرز أي تقدم عليهم .
في صباح احد الأيام
فوجئ الفرسان بفارس كالطود العتيد يتوسط الميدان ويقول : هل
من مبارز ؟... هل من فارس شجاع يتقدم لقتالي؟
إنه يبروز الزنجي ،
فارس جبار ، تقدم مئات الفرسان لمبارزته وقتلهم جميعاً في غمضة عين !
صاح أتباع يبروز
بالفرحة والسرور ، ومات غيظاً الملك سرور ، فقد أدرك انه لو استمر الوضع هكذا
سيهلك كل فرسانه وجيشه ويضيع ملكه للأبد ويغتصبون
ابنته الأميرة عين الحياة !
وسط تلك الأفكار
السوداء ، فجأة دخل الميدان فارس شجاع بفرسه الكمين يلمع كالذهب المنثور في ضوء
الشمس ، إنه الأمير فيروز شاه ، تقدم الميدان والملك سرو في حيرة من أمره !
من يكون هذا الفارس
الغريب ؟!!
صاح فيروز شاه في
يبروز صيحة هائلة وهجم عليه كالصقر الجارح
يهجم علي عصفور صغير ، دار القتال بينهما كالرعد القاصف ، وفي لمح البصر ضرب فيروز
شاه يبرزو ضربة واحدة قاسمة قسمه نصفين !!!
ساعتها هلل الملك
سرور من الفرحة والسعادة والحبور ، وهللت كل الخلائق والجيوش اليمنية !
أما الأعداء فقد إصابتهم
الصدمة في الصميم ، خاصة ميسرة أخو يبروز الذي أقسم بأن يأخذ ثأر أخيه من الفارس
الذي شقه نصفين !
بات الجميع ليلتهم
مندهشين من فعال فيروز شاه وقوته وقتاله الأسطوري الذي لم يروا مثله طوال عمرهم !
حاول الملك سرور
معرفة اسم الفارس الشجاع الذي أنقذ ملكه ومملكته من الزوال ، وسأل كثيرا عنه لكنه
لم يصل لشيء محدد عنه
كان يريد مكافأته
وتعيينه الوزير الأول في مملكته وقائد علي جيوش المملكة .
أما فيروز شاه فانتقل سريعاً مثل فرخ الجان إلي أعلي الجبل ،
ووجد الخواجة اليان ينتظره مندهشاً من قتاله الخطير وشجاعته منقطعة النظير .
في صباح اليوم
التالي اصطف الفرسان علي جانبي
الميدان ، وقبل ان يبدأ القتال نصح الخواجة اليان الأمير فيروز بعدم الخوض في
المعارك حتي يعرف الملك سرور مقداره ومقامه ، وللأسف استمع الامير لنصيحة الخواجة
ولم ينزل ساحة المعركة .
فوجئ الفرسان بفارس كأنه من الجن والشياطين يتوسط الميدان وعينه تقدح ناراً ، وهو يسب
ويلعن الملك سرور وأمراؤه وفرسانه ، ويقول أيها العلوج من يقدر علي قتالي فليتقدم .
ساعتها امتنع كل
الفرسان عن مواجهته ، إلا غضنفر ابن الملك
سرور فأنه تقدم الميدان ، وقال هيا
نتعارك أيها الجلف الزنجي !
كان الجلف الزنجي هو
ميسرة أخو يبروز ، بشع الخلقة ، ضخم الجثة ، استمر القتال طويلاً بين غضنفر
وميسرة وانتهي بمقتل غضنفر ابن الملك سرور
علي يد الزنجي الملعون ميسرة !
ساعتها صرخ الملك
سرور بفؤاد يحترق ... ولدي غضنفر .. ولدي غضنفر ...!
من يأخذ ثأره أيها
الفرسان والأمراء أعطيه نصف مملكتي ويكون
شريكي في الملك .... وا ولداه !.... واغضنفراه ...!
كل ذلك يحدث والأمير
فيروز شاه يشاهده من اعلي الجبل ، وقد ندم كثيراً لسماعه نصيحة الخواجة اليان ولم
ينزل لساحة المعركة ،
وأصبح هو السبب في
تعاسة الملك سرور وحبيبته عين الحياة !
أقسم فيروز شاه
بالله العظيم أن يأخذ ثأر الملك سرور في
ولده غضنفر وأن يقطع رأس ميسرة شيطان الزنوج الملعون !
في صبيحة اليوم
التالي اصطفت الجيوش وتوسط الميدان الملعون ميسرة ، يطلب من يواجهه من الفرسان
والجميع يخافون منه !
فجأة نزل من أعلي
الجبل الأمير فيروز شاه بفرسه الكمين ، وكأنه الإعصار لا يقف شيء أمامه !
ساعتها هلل الملك
سرور عند رؤيته حامداً الله أن أرسله لأخذ ثأر ولده غضنفر وإنقاذ المملكة من
الضياع والخراب .
هجم فيروز شاه علي
ميسرة دون سلام أو كلام ، لم يعطه الفرصة للمراوغة وأطاح برأسه من فوق عنقه في
ثوان معدودات !!
ساعتها لم يصدق
الملك سرور نفسه !!!
هكذا بكل بساطة ودون
مجهود كبير تغلب الفارس المجهول علي قاتل ابنه غضنفر وأطاح برأسه والدم كالنافورة
وسط الرمال !!!
منظر صعب التصديق
وكأنه الخيال بعينه !!
علي الفور استدعي
الملك سرور وزيره طيفور وأمره بإرسال ثلاثين أميرا يقفون في طريق الفارس
المجهول ويدعونه لمقابلة ملك البلاد
لتكريمه علي شجاعته النادرة .
بالفعل ذهب الأمراء
في طريق الجبل وقطعوا الطريق علي الأمير فيروز شاه ، واخبروه بأوامر الملك .
قال لهم أنا مجرد
مملوك عادي وسيدي هو الخواجة اليان !
اندهش الأمراء وأخبروا الملك ، فقال إذن الخواجة اليان هو
سيده !
لا بأس ، استدعوا
الخواجة اليان ليحضر إلي علي الفور .
كان فيروز شاه قد
صعد قمة الجبل واخبر الخواجة بما حدث معه في الطريق للجبل ، وأكد عليه أنه من اليوم مجرد مملوك من خدمه ،
فانزعج الخواجة
اليان كثيراً .
قال عفواً مولاي
الأمير ، أنا خادمك ومملوكك ،لست أنت !!
فأمره الأمير بتنفيذ
التعليمات واعتباره مملوك لديه ويخبر الملك سرور بذلك !
هذا ما تم الاتفاق
عليه بين الاثنان ، وقال الأمير فيروز هيا لندخل بالأحمال والبضاعة إلي تعزاء
اليمن بعد هزيمة وفرار كل الجيوش المحاصرة لها .
قال له أنا سوف أسبقك
علي أن تأتي أنت خلفي مباشرة .
سبق الأمير فيروز
الخدم والحمالين ، وإثناء سيره فوجئ بأكثر
من ألف زنجي يحملون أسلحتهم ، سألهم إلي أين ، قالوا لنجدة الملك سرور ملك اليمن وكذلك لخطبة ابنته عين الحياة
لهولنك ابن ملكنا هورنك !
بمجرد أن سمع فيروز
شاه ذلك الكلام هجم عليهم وبدد شملهم جميعاَ ، وخاض قتال شرس مع قائدهم هولنك
واستطاع التغلب عليه وذبحه مثل كتكوت صغير !
فر عساكر هولنك
وذهبوا يلطمون الخدود واخبروا الملك هورنك بذبح ابنه هولنك من فارس ليس ليه
شبيه ولا مثيل !
ساعتها غضب ملك
الزنوج هورنك وأقسم أن يأخذ ثأر ولده هولنك .
أما فيروز شاه فقد
التقي أخيرا بأخيه وحبيبه فرخوزاد ، قال له أنت هنا أخي في اعلي مكانة وان ابحث
عنك في كل مكان !
حكي فيروز شاه لأخيه
فرخوزاد كل شيء وأوصاه بأن يخفي شخصيته الحقيقية عن الجميع وأولهم الملك سرور
والملك سليم حاكم السليمية ، وجاء عندهم الخواجة اليان ببضاعته الملكية ، واخبره
فرخوزاد ان الملك سرور مسرور جدا منه ومن
مملوكه فيروز شاه وانه قرر تعيينه الوزير الأول في المملكة وقائد عام لكل جيوشه !!
QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQ
هجم الزنوج ...
بالألوف ...
علي الملك سرور..
كان معاه ...
أخوه سليم ...
خايف من ...
ضرب السيوف ...
دخل فيروز ...
المدينة ....
شاف الخلق ...
مرعوبين ...
من غير كسوف ...
سأل إيه الحكاية ..؟
الخواجة قال له ...
اليمن كله مُحَاصَر
...
من الأعادي ...
لأجل عين الحياة ...
صرخ فيروز ...
قال آه وألف آه ..
اللي يطمع ...
في حياتي ...
تبقي آخرته ومناه
...
الخواجة قال له
صبراً ..
نطلع علي ...
الجبل أعلاه ...
ونشوف اللي يكون ...
من هجوم الطغاة ...
فجأة طلع في الميدان
...
فارس زنجي ...
اسمه يبروز ...
قال مين يبارزني ...
والجبان بعمره ...
يفوز ...
قتل من فرسان سرور
...
المئات أصحاب نفوذ !
صارت الدنيا ظلام
...
في عين الملك سرور
...
قال انت فين ...
يا وزيري طيفور ..؟
الهلاك هاجم علينا
...
من النواحي والثغور
..
فجأة برز قي الميدان
..
الأمير فيروز شاه
...
هجم علي فارس الزنوج
..
أعدمه في ثانية
الحياة ...
وبسيفه شقه نصفين
...
وأخوه عقله تاه ...
اسمه ميسرة ومتين
...
حاقد علي الأمير ...
اللي أذاه ...
حالف يأخذ بثأره ...
من الأمير ....
فيروز شاه ...
في صباح ...
اليوم التالي ...
قال ميسرة ...
عايز فارس ....
يبارزني ...
ويثبت مكانه ...
خاف كل الفرسان ...
من خلقته وعنوانه ..
وتقدم الفارس غضنفر
..
ابن الملك سرور ...
قال ميسرة شايفك ...
واهم ومصيرك ...
تكون مقبور ...
دارت جولة كبيرة ...
بين ميسرة وغضنفر
...
والقتال والدم بحور
...
في النهاية مات ....
غضنفر بيد ...
ميسرة المغرور ...
اندهش وصرخ ....
الملك سرور ...
قال ولدي ...
مين يأخذ ثأره ...
يبقي له في ...
مملكتي حضور ..
دخل فيروز السجال ..
هجم علي ...
ميسرة في الحال ...
والقتال كان ..
بينهم حامي ...
عزرائيل ...
علي طول شغال ...
صرخ فيروز ...
ميسرة استعد ...
عمرك في زوال ...
ضربه بالسيف ...
ضربة واحدة ...
طارت رأسه ...
ومعاها الشال ...!
الملك سرور ...
كبّر وهلل ...
قال فيروز ...
دا ابن حلال ...
عايزه يكون ...
وزير مملكتي ...
وأتصاهر وياه ...
في الحال ...
لكن فيروز ...
أوصي إليان ...
تبقي شخصيته ..
غامضة و مُحال ...
وإنه مجرد ...
مملوك عنده ...
مهما كانت الأحوال
..
خلصت معارك الزنوج
...
بحكايات فيها ...
الأهوال ...
وراح فيروز شاه ...
مع إليان ...
شايلين معاهم الأحمال
...
لأجل يوصلوا للأميرة
...
عين الحياة ...
ست الحًسن والجمال
...
في الطريق هجم عليهم
...
هولنك ابن الأنذال
..
قال أنا ابن هورنك
...
الزنجي أبو الأهوال
...
قتله فيروز ...
لما عرف أن ...
هدفه الأميرة ....
وقتل ألف ...
من فرسانه ...
الله يلعن ...
تلك السيرة ...
والباقيين هربوا ...
علي ابوه ...
هورنك جعلوه ...
في حيرة ...
قال ابني ...
مين قتله ..؟
دي قضية ...
صعبة وخطيرة ..!
واتقابل فيروز ...
باخوه فرخوزاد ...
قال له كنت ...
فين يا حبيبي ...
أعلنت عليك الحداد
..!
قال له فيروز اوعاك
...
تنسي عهد ...
الصفا والوداد ...
نتعاهد علي ...
الحب الأبدي ..
والإخوة عايشة بيننا
...
نحكي للخلايق ...
شوق هوانا ...
في السهول والوهاد
..
في السهول والوهاد
..
في السهول والوهاد
..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف
النجار
شاعر
عربي
&& إلي اللقاء &&
تعليقات
إرسال تعليق