الحلقة الثالثة
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
شاعر عربي
ملحمة شعرية تحكي
بطولات الملك فيروز شاه الفارسي ابن الملك ضاراب ، يمتزج فيها الماضي بالحاضر
واستشراف المستقبل ، فيها من الحوادث العجيبة
والأمور الغريبة ما يسر الوجدان ويريح أعصاب الولهان .
&& مصدر الملحمة الأصلية :
المكتبة الشعبية // بيروت // لبنان // طبعة سنة 2000 ميلادية .
&& مؤلف
الملحمة الأصلية: مجهول !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( بعض
)) القراء الكرام سخروا مني و من ملحمتي لأنها تتحدث عن شخصيات خيالية ، أو شخصيات
غير محترمة !!
حسناً ، هذا رأيهم وهذا ما فهموه !
لكنهم استعجلوا كثيراً الحكم علي ملحمة شعرية بها
ألف ملك وملك ، وألف أمير وأميرة ،وألف قصة وقصة أعظم من قصص ألف ليلية وليلة التي
يعرفونها !
لا تتعجلوا الحكم والنقد لأحداث مازالت في
بداياتها المبكرة جداً !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سافر الصياد في اليوم التالي مباشرة ومعه الفتي
ضاراب إلي عاصمة الفرس ، وبات في احدي
الخانات حتي الصباح ، ثم أخذه
وذهب به إلي قصر الملكة ، وحاول الدخول إليها ؛
فمنعه الحجاب ، قالوا نأخذ لك الإذن أولا ، واستأذن الحجاب الملكة ورد شاه قائلين ان هناك رجلاً يلح بالدخول
عليها لأمر يتعلق بها ، فأذنت له ودخل ووقف بين يديها طالباً منها الأمان قبل ان
يتكلم ، فقالت له أمنتك علي نفسك فقل ما عندك .
قال لها الصياد اعلمي سيدتي إنني صياد فقير اصطاد
السمك من البحار واذهب إلي الشواطئ دائما قبل أن يلوح ضوء الفجر ، وذات يوم ذهبت إلي
الشاطئ كعادتي ، وقبل أن ارمي شبكتي لمحت صندوقاً قذفته الأمواج إلي الرمال ،
فذهبت إليه وحملته إلي بيتي علي الفور ، وعندما فتحت الصندوق وجدت به طفلاً رضيعاً
، ساعتها تعجبت لحالته واندهشت كثيراً ، وازداد عجبي عندما وجدت قارورة ملفوفة علي
كتفه وبداخلها ورقة غليظة مكتوب فيها ان هذا الطفل ابن الملك بهمن !
أخرجت الطفل واعتنيت به كثيرا أنا وزوجتي الطيبة وأنا
لا علم عن أمره شيئا وعن سبب وجوده في الصندوق ومعه الكثير من الذهب والجواهر ،
ولما كبر وترعرع علمته عبادة الرحمن الواحد الديان ، وتركت صيد البحر إلي صيد
البراري والصحراء ، ورأيت من ذلك الصبي العجائب ، فقد كان يهجم علي الأسود بقلب
جسور صلب كالفولاذ تماماً ويمسكها بيديه ويشقها نصفين !
وإذا امسك شجرة بيديه مهما كانت ضخمة اقتلعها من
الأرض كأنها زهرة يقتطفها بأصابعه !
وهو الآن لم يبلغ عمره سوي 13 سنة ، وخفت إن كتمت
أمره أكثر من ذلك أن يصيبني ضرر من أهله الحقيقيين ، فبمثل ذلك الصبي تفتخر بلاد
فارس إلي يوم الدين .
بعد ان انتهي الصياد الفقير من حديثة وثبت الملكة
من علي مقعدها
وهي تصرخ دون شعور ولدي .. ولدي .. فلذة كبدي ، أين
هو ائتني به الآن فوراً ، فخرج الصياد من حضرتها
واتي بالفتي ضاراب ، فرمت الملكة نفسها عليه وهي تقبله وقد شعرت بغريزة الأمومة انه حقا وصدقا ولدها وقد رأت في هيئته علامة الملوك الفارسية .
كل ذلك يحدث والفتي ضاراب مندهش مما يحدث ورجال المملكة شاخصون في ذهول إلي ملكتهم ورد
شان، فأخبرتهم الملكة بكل شيء ، وأنها خافت إذا كبر وليدها أن يعود إلي عبادة
النار مثل آبائه وأجداده ، فقررت أن تلقيه في اليّم بين يدي علام الغيوب ، وأعاد
عليهم الصياد حديثه عن بطولات ضاراب وقوته
الخارقة !
تعجب حكماء المملكة وقالوا ان مثل ذلك الصبي
الشجاع جدير بأن يحكم بلاد فارس ويقهر
أعدائنا ، فقالت لهم الملكة ولدي ضاراب هو الآن ملككم وقد آن أوان تسليمه لكم
، فبايعوه علي الحكم كي يستلم عرش آباءه وأجداده .
سافر الصياد الفقير ...
ومعه ولده ضاراب ...
راح لعاصمة الفرس ..
وخبط علي الأبواب ...
الحراس قالوا مكانك ...
هنا كل شيء بحساب ...
طلب يقابل الملكة ...
عنده كلام وجواب ...
دخل علي الملكة ...
أم الفتي ضاراب ...
قال لها أعطيني الأمان ...
احلفي لي علي الكتاب ...
أنا صياد فقير ...
راضي بنصيبي والرزق ...
اللي سببه مسبب الأسباب ..
ذهبت فجر
يوم علي الشط
اصلي الفجر واحمد التواب ...
فجأة لقيت صندوق ...
أخذته علي الدار
فتحته ..
لقيت رضيع
في عتاب ...
يقول ليه القساوة ...
ليه البشر كداب ..؟!
ليه تحرموني حياتي ...؟
من الرضاعة والشراب .!
ولقيت معاه دهب كتير ...
وزجاجة فيها جواب ...
وانه ابن ملك
وصولجان ...
نعمل ألف حساب ..
اعتنيت بالرضيع ...
وأتعلم الصلاة والصوم ...
وعبادة في المحراب ...
وناديته باسم عظيم ...
اسمه الفتي ضاراب ...
كبر قوام بدري ...
وصار فارس مُهاب ...
عايش بقلب أسد ..
الكل منه
هاب ..
وقلت لازم اسلم
الأمانة ...
لأن ليها أصحاب ..
ودا ابنك يا ستي ...
كلامي كله صواب ...
قامت الملكة في ذهول ...
قالت يا حُجّاب ...
ادخلوا فورا الولد ..
وافتحوا الأبواب ...
دخل ضاراب علي أمه ...
سجدت ورد شان لله ...
تحمد المولي التواب ...
انه حفظ ابنها ..
ورجع لها فارس ..
الكل منه يهاب ...
وأمرت أتباعها يبايعوا ...
ملك الفرس الجديد ....
جلالة
الملك ضاراب ...
جلالة
الملك ضاراب ...!
إذن فقد تنازلت الملكة ورد شاه عن العرش لابنها
ضاراب ، ألبسته خاتم الملك وتاج المملكة .
بايع جميع الحكماء وأهل المملكة الملك الجديد ،
وعرف الملك ضاراب انه من سلالة ملكية وان الصياد الفقير أحسن تربيته وصيانته من
عوادي الزمان ، فكافأه بأن عينه كاتم أسراره الخاص ووهبه الضياع الكثيرة والقرى ،
وأيضاً أنعمت عليه الملكة الأم حتي أصبح الصياد الفقير من أغنياء المملكة
المعدودين .
ديوان الملك كان به حكيمان وزيران هما دوش الراي
وطيطلوس ، وكان طيطلوس أصله من اليونان خبير بأحوال الدنيا والبشر ، فيلسوف متمكن
من علمه .
هذا بالإضافة إلي بهلوانية الديوان الملكي هم
فيلروز ابن رستم والثاني بهنزان العتبي ، والثالث بهنزان قلي والبهلوان الربع اسمه عبد الخالق
القيرواني و خامسهم اسمه طهمور والسادس مرادخت الطبرساني والبهلوان السابع شبرين
الشبيلي الطلقاني .
كانوا جميعاً بارعون في كل فنون القتال والعيارة
.
أحب الجميع الملك ضاراب لما لاحظوه فيه من تقوي
وخشية الله في حكمه بين رعاياه وأوامره برعاية الفقراء وبناء المنازل المجانية لهم
، ليس مثل منازل الربا التي تعطيها الحكومات العربية للشباب العربي البائس بأضعاف
سعرها !
ذات يوم طلب الملك من رعاياه القيام برحلة إلي
ضواحي المدينة ،
واستمر في السير بهم مسيرة أربعة أيام حتي وصلوا
الي صحراء واسعة جدا ، تنتشر فيها الأشجار الخضراء والأزهار كأنها جنة الله في الأرض
، وعلي الفور طلب بإحضار المهندسين والبناءين وأمرهم ببناء مدينة كبري في تلك
الصحراء ، أطلق عليها اسم مدينة إيران ،
وانتقل الناس للعيش فيها حتي صارت مدينة مكتملة فيها كل وسائل المعيشة والحياة
الكريمة .
استمر الملك ضاراب يجتهد في الحكم وتحسين أحوال
الرعية حتي بلغ عمره 25 سنة ، وكان الحكماء والوزراء يتعجبون من إعراض الملك عن
النساء وأنه لا يميل للزواج ، وصارحه الوزراء بضرورة الزواج حتي يمتد نسله ويجد
وريث شرعي للعرش وأن ذلك شيء لابد منه حسب شرع الله حتي تعمر الأرض
بالبشر .
ساعتها قاطعهم وزير الملك فيلزور قائلاً أن عنده
للملك زوجة حسناء للغاية وجمالها ليس له مثيل في نساء العالمين ، وأنها من بلاد
البربر واسمها الأميرة تمرتاج بنت الملك
أدموس ملك البربر .
لما سمع الملك ضاراب اسم الأميرة تمرتاج أحبها
علي السماع ، هكذا دون أن يراها ، وعلي الفور طلب من الوزيرين فيلزور وطيطلوس أن
يذهبا إلي ملك البربر أدموس ويطلبان منه
يد ابنته الأميرة تمرتاج للملك ضاراب ملك الفرس .
نفذ الوزيرين أوامر الملك وسافرا بالفعل إلي
مملكة البربر وهناك تقابل الوزير فيلزور مع بهلوان الملك أدموس واسمه زودزمام ،
وطلب منه تيسير غايتهم في مقابلة ملك البربر لأمر هام وخطير للغاية .
أيام قليلة ودخل الوزيرين فيلزور وطيطلوس لمقابلة الملك أدموس ملك البربر ، وأعطياه خطاب
الملك ضاراب وانه يطلب يد ابنته الأميرة تمرتاج ، ساعتها لم يصدق الملك ما يسمع ،
فالملك ضاراب
الفارسي مشهور في الدنيا كلها بفروسيته وشهامته
وتدينه وورعه وتقواه بين رعيته ، رحّب الملك علي الفور بطلب الملك ضاراب ، وبعد
التشاور مع زوجته استقر رأيهما علي تجهيز ابنتهم الأميرة تمرتاج لإرسالها عروس
للملك ضاراب ملك الفرس القوي .
أعطت الملكة ورد شاه ..
خاتم الملك لابنها ...
قالت ضاراب ...
هو الملك ...
للمملكة كلها ...
وخلعت التاج ...
عن رأسها ..
ألبسته ضاراب ...
قالت يا ولدي ...
أنت لها ...
كل الرعية ...
تبايعك علي المحبة ...
وتحمد ربها ...
قام الملك أكرم ...
الصياد وزوجته ...
عشان راعوه ...
وكمان صانوه ...
من الدنيا وغدرها ...
أصبح الصياد ...
كاتم أسرار الملك ...
والمملكة بأسرها ...
كان للملك أعوان ...
كتير لا يمكن حصرها ...
أشهرهم كان الوزير ..
فيلزور وطيطلوس ...
في القاعة كانوا ....
منورين كالشموس ...
أمر الملك ببناء ...
مدينة واسعة ...
اسمها إيران فيها ...
موحدين مش مجوس ...
علي رأسها باب ..
وألف قوس ...
قال له وزيره ..
طيطلوس ...
سيدي الملك ...
لازم يكون لك ...
يوم عروس ...
لأجل يكون ...
للعرش وريث ...
في المملكة يحكم ...
نفوس ...
وعروستك الحلوة ...
موجودة عندي ...
أبوها الملك أداموس ...
ملك البربر
..
وهي اسمها ..
الأميرة تمرتاج ...
ست الملاح ...
ليها ترتاح النفوس ...
قال الملك ...
من غير ما أشوفها ...
اخطبوها ...
من أبوها ...
بالعطايا والهدايا ...
والفلوس ....
قام راح وزيره ...
طيطلوس ....
سافر للملك أداموس ...
قال له الملك ضاراب ...
عايز يتصاهر معاك ...
تبقي بنتك تمرتاج ...
لجلالته أجمل عروس ...
قال الملك أداموس ...
دا يوم مُنايا ...
بنتي تخدم ...
الملك ضاراب ...
فارس الفرسان ...
والنجوم والشموس ...
والنجوم والشموس ...
والنجوم والشموس ...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد
عبد اللطيف النجار
شاعر عربي
ــــ إلي اللقاء ...
ـــــــــــــــ والحلقة الرابعة..
ــــــــــــــــــــــ من ملحمة الملك فيروز شاه
...
ــــــــــــــــــــــــــــــــ قريباً إن شاء
الله ....
تعليقات
إرسال تعليق