ملحمة الملك فيروز شاه //////// الحلقة السادسة /////////////////////



    & ملحمة الملك فيروز شاه  ابن الملك ضاراب  6 &
                              الحلقة السادسة
                                          بقلم
                          أحمد عبد اللطيف النجار
                                 شاعر عربي

ملحمة شعرية تحكي بطولات الملك فيروز شاه  الفارسي  ابن الملك ضاراب ، يمتزج فيها الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل ، فيها من الحوادث العجيبة  والأمور الغريبة ما يسر الوجدان ويريح أعصاب الولهان .
&&  مصدر الملحمة الأصلية  :  المكتبة الشعبية // بيروت // لبنان // طبعة سنة 2000 ميلادية .
&& مؤلف الملحمة الأصلية: مجهول !!!
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استمر شياغوث الرسام ينادي الأمير فيروز شاه حتي فاق من غيبوبة العشق والهوى  ...
ـــ ما بك يا سيدي الأمير ، أراك كالأموات تماماً !!
ـــ لا عليك شياغوس ، كل ما اطلبه منك هو الوصول للأميرة عين الحياة بأي ثمن وفي أسرع وقت !
ــ طلبك علي العين والراس سيدي الأمير ..
ــ كيف أنول مرادي شياغوس ؟
ــ تعلم إنني رسام ومصور محترف ، رسمت آلاف اللوحات للملوك والسلاطين في كل ألممالك .
ـــ نعم أعرف  شياغوث ..
ــ إذن سيدي كل ما اطلبه منك هو أن تسمح لي بأن ارسم لكم
مجموعة من اللوحات في أوضاع مختلفة .
وبالفعل قام  رسام الملوك شياغوث برسم  لوحات  غاية في الروعة والجمال لوجه الأمير فيروز شاه  في أوضاع مختلفة ، وهو يتناول الطعام ، وهو يمتطي فرسه الكمين ، وهو يسير في حدائق القصر بين الزهور والرياحين ، كانت الصور  آية في الروعة والإتقان  .
بعد أن أتم شياغوث عمله طلب الإذن من الأمير للرحيل إلي بلاد اليمن ومعه  الصور واللوحات ، وانه سوف يحتال بحيث يستطيع أن يضع كل صباح  صورة للأمير فيروز شاه بحيث تراها جيداً الأميرة عين الحياة ، فتعشقه من الصورة وتتعلق به قبل أن تراه !
هذا ما تم الاتفاق عليه بين الأمير والرسام وأكرمه فيروز شاه  بعطية كبيرة من الذهب الخالص تساعده في مأموريته .
في الصباح المبكر ركب الرسام شياغوس فرسه بعد أن ودع الأمير فيروز شاه ، ولا زال في مسيرته حتي وصل إلي بلاد الشاه سرور ، وذهب علي الفور إلي صديقه الوحيد في المدينة ، وسأله صديقة أين كنت كل تلك المدة ، أجابه بأن كان في بلاد فارس عند أستاذه الحكيم طيطلوس .
في الصباح ذهب إلي سوق المدينة واشتري لوازمه من عدد الزخرفة والرسم ، وعاد إلي بيت صديقة واستمر ينقش صور الأمير ويزخرفها بالألوان المرغوبة عند النساء ، لكنه لم يكتب اسم الأمير عليها ، حيث أوصاه فيروز شاه بذلك .
بعد ان انتهي من عمله ذهب إلي قصر الأميرة عين الحياة ، فوجد الحدائق محيطة به من كل الجوانب ، وفي واجهة القصر شجرة كبيرة وعالية جداً تكاد تبلغ شبابيكه ، فصبر حتي جاء الليل والظلام ، واخذ صورة من صور الأمير فيروز شاه وتسلق جدار الحديقة حتي وصل إلي الشجرة ، فصعد عليها وعلق الصورة في اعلي أطرافها وأدار
وجهها ناحية شبابيك القصر ، ثم نزل من عليها سريعا متوجها إلي بيت صاحبه دون أن يراه أحد .
لما كان الصباح  والفجر لاح فتحت الأميرة عين الحياة  نافذة قصرها المطلة علي الحديقة الواسعة ، وفجأة اصطدمت عيناها  بصورة الأمير فيروز شاه ، ساعتها أخذها العجب وفي الحال أمرت وصيفتها المخصوصة شريفة أن تنزل إلي البستان فوراً وتأتيها بالصورة المعلقة علي الشجرة ، ونزلت الوصيفة فورا واتتها بالصورة ، فلما نظرت إليها اهتز قلبها بعنف وجعلت تتأمل في الصورة وفي جمال صاحبها ، وحزنت كثيرا أن اسم صاحبها ليس مكتوبا عليها !
مر النهار علي عين الحياة وهي تفكر في صاحب الصورة الجميلة ، ترى من يكون ، ومن أين ؟ !
ولما جاء الليل دخلت إلي فراشها ونامت والصورة في أحضانها ،  ثم استيقظت مبكرا كعادتها وعندما فتحت نافذة حجرتها الملكية ونظرت إلي الشجرة العملاقة ، وجدت صورة ثانية  معلقة في نفس المكان ، فأسرعت إلي الحديقة وأنزلت الصورة بنفسها ، ولما وضعتها بجانب الصورة الأولي وجد أنهما لشخص واحد ، فأخذت تقبل الصورتان وتمرغ وجهها عليهما ، وفجأة أتت وصيفتها ورأتها علي تلك الحالة من العشق والهيام ، قالت لها مالك أميرتي ، أتفعلين كل ذلك من أجل مجرد صورة لا حياة فيها ولا نعرف من صاحبها وأصله وفصله !
قالت الأميرة : نعم أعشق صاحب الصورة دون أن أراه ، فهو أجمل رجل في الدنيا رأته عيني ، ولاشك أنه من  أبناء الملوك !
استمر الحال هكذا بالأميرة عين الحياة تعشق صورة لا حياة فيها !
أما الرسام العبقري شياغوس لما نظر إلي الصورتان وتأكد إن الأميرة أخذتهما ، ساعتها زاد فرحه وقال لا ريب أنها ستقع في هواه كما وقع هو في هواها !
صبر إلي إن دخل الليل وعلّق الصورة الثالثة  ورجع ينتظر خلف جدار الحديقة ليتأكد من سيأخذها ، ولما كان الصباح فتحت عين الحياة نافذتها ونظرت إلي الصورة  الثالثة معلقة في مكانها كالمعتاد ، ساعتها ركضت ملهوفة الفؤاد وتسلقت الشجرة بنفسها وأنزلتها وعادت لقصرها ونظرت للصورة فوجدتها لنفس الشخص الرائع الجمال !
صرخت الأميرة من لوعتها وحرقة قلبها وغرامها الميئوس منه ، أخذت تتحدث مع الصور كأنها إنسان  حقيقي ... أيها الملاك أين أنت وفي أي مكان تعيش علي وجه الأرض ؟!!
نترك عين الحياة ولوعتها وهي تتقلب علي فراش الغرام وتتحسر وهي تنظر إلي الصور ، ونعود سريعا إلي الرسام العبقري شياغوث .. لقد تأكد العفريت من تمام مهمته وان عين الحياة وقعت في غرام أميره فيروز شاه .
ساعتها قرر العودة سريعا إلي إيران  ويخبر الأمير فيروز شاه بنجاح مهمته تماما ، وما علي الأمير إلا أن يرسل من يخطبها من  أبيها الملك سرور ملك اليمن ، أو يذهب هو بنفسه إليها .
منذ أن  سافر الرسام والأمير فيروز شاه ينتظره علي أحر من الجمر ، خاصة بعد أن عرف منه أن حبيبته بنت ملوك كبار يحكمون اليمن وأنها من أجمل نساء العالمين ، وان ما شاهده في أحلامه لم يكن وهماً ، بل حقيقة واقعية مجسدة .
لما ضاق الحال بالأمير دعا إليه أخيه فرخوزاد ، وقال له آن أوان فراقنا ، فلا اطيق السكن في ذلك القصر لحظة واحدة بعد اليوم ، وابق أنت فيه ، فرفض فرخوزاد أن يتركه يذهب وحده وأصر علي أن يذهب معه بعد أن حكي له الأمير قصة عشقه لعين الحياة التي رآها في أحلامه ، وان الأمير قرر الذهاب إليها بنفسه ليخطبها مهما كانت
المشاق والمصاعب والأهوال  !
وانه كذلك يخشى إذا اخبر أباه  بالموضوع كله ، وأرسل أـبيه يخطبها من ملك اليمن ، وإذا رفض ملك اليمن ساعتها تقع بينهم حروب طاحنة لا يدري احد متي تنتهي قبل ان تبدأ !!
إذن فقد اتفق الأمير فيروز شاه وأخوه فرخوزاد علي مغادرة  المدينة في الصباح الباكر بحجة الصيد في الصحراء ، ولا يعودان ثانية ويسافران مباشرة الي ملك اليمن سرور وابنته عين الحياة .
في الصباح سأل عنهم الحكيم طيطلوس فأخبره العبيد أنهم  ذهبوا في رحلة صيد في الصحراء ، ولم يكن يعلم المسكين أنها رحلة بلا عودة وبداية للمعارك الأسطورية  للأمير فيروز شاه وأخوه فرخوزاد !
              QQQQQQQQQQQQQQQQQQ

راح شياغوث  الرسام ...
يصرخ وا أميراه ...
إيه حصل لك ...
فيروز شاه ..؟!
ليه عقلك ...
شرد وتاه ..؟!
أنت أمير واجب ...
حبه علي رعاياه ...
قوم يا أمير ....
العشق مرار ...
صعب دواه ...!
قام فيروز ...
طلب يوصل ...
لعين الحياة ...
قال شياغوث ...
عايز ارسم وجهك ...
اللي جماله ...
شع ضياه ...
قال له ارسم ...
نبض قلبي ...
اللي بيصرخ ...
ويقول آه ..!
رسم شياغوث الأمير ..
جوا قصره ...
لوحات تنطق ...
من حلاوتها ...
نور وحياة ...
طلب الرسام من .
الأمير يرحل ...
للملك سرور ...
ملك اليمن ...
اللي كان سعيد ..!
أصبح مقهور ...!
ينشر صور الأمير ...
ويكون له حضور ...
وتشوفه عين الحياة ...
تتعلق بيه ....
    تقع في هواه ...
وتكلم صورته ...
تقول أهواه ...
دا شكله أمير ...
ابن ملوك ....
والملك أتاه ...
ويعود شياغوث ...
إلي مولاه ...
ويقول له تمام ...
فيروز شاه ...
أرسل أبوك ....
يطلب أيد
عين الحياة ..
قام خاف فيروز ...
يرفض أبوها ...
وتقوم الحرب ...
بسبب بلواه ...
وتموت ملايين ....
علي نعش هواه ...
قال للرسام ....
مش ممكن لا ...
أنا رايح ليها ...
أدخل من الباب ...
أخطبها عروسة ...
بشريعة الله ...
ورحل فيروز  ...
وأخوه معاه ...
بدأوا معاركهم ...
مع دنيا الجن ...
من أجل حبيبته ...
عين الحياة ....
من أجل حبيبته ....
عين الحياة ...
من أجل حبيبته ....
عين الحياة ...!                   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
    شاعر عربي
&& إلي اللقاء &&


تعليقات