الحلقة الثانية
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
شاعر عربي
ملحمة شعرية تحكي بطولات
الملك فيروز شاه الفارسي ابن الملك ضاراب ، يمتزج فيها الماضي بالحاضر
واستشراف المستقبل ، فيها من الحوادث العجيبة
والأمور الغريبة ما يسر الوجدان ويريح أعصاب الولهان .
&& مصدر الملحمة الأصلية :
المكتبة الشعبية // بيروت // لبنان // طبعة سنة 2000 ميلادية .
&& مؤلف
الملحمة الأصلية: مجهول !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&&& ملحوظ .......
(( بعض
)) القراء الكرام سخروا مني و من ملحمتي لأنها تتحدث عن شخصيات خيالية ، أو شخصيات
غير محترمة !!
حسناً لا
بأس ، هذا رأيهم وهذا ما فهموه !
لكنهم استعجلوا كثيراً الحكم علي ملحمة شعرية بها
ألف ملك وملك ، وألف أمير وأميرة ،وألف قصة وقصة أعظم من قصص ألف ليلية وليلة التي
يعرفونها !
لا تتعجلوا الحكم والنقد لأحداث مازالت في
بداياتها المبكرة جداً !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&&&& كمان ملحوظة ....
فهمني البعض خطأ وظنوا إنني أغلط في الإملاء
واللغة العربية ،
ونحن أكبر من ذلك بكثير والحمد لله .
باختصار شديد أكتب ملحمتي الشعرية الثالثة بأسلوبين ولغتين !
أسلوب ألحكي بالفصحى بلغة سهلة وبسيطة ، ثم أسلوب ألحكي شعرياً باللغة العامية المصرية ولهجات عربية أخري ستظهر تباعا في الملحمة .
يا رب تفهموني و أنا كمان أفهمكم !!!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن انصرف حكماء المملكة ، فكرت الملكة ورد
شان كثيرا في أمر ابنها الوليد ، خافت بعد أن يكبر ويشب عن الطوق ، خافت أن يعيد
عبادة آبائه وأجداده ويترك الناس في المملكة
عبادة الله عز وجل ، بل وينتقم من أمه لأنها كانت السبب في إبطال عبادة النار
والدعوة إلي الواحد القهار !
فكرت الملكة ورد شان كثيرا حتي هداها تفكيرها أن
تضعه في صندوق وتلقيه في البحر ، فإذا شاءت إرادة الله عاش الطفل ووجد من يحنو
عليه ويسخر الله له من يخدمه ويرعاه ، وبالفعل أتت بصندوق وقامت بطلاءه بالقار الأسود
، ثم قامت وأرضعت وليدها حتي شبع تماما ، ، ثم وضعته في الصندوق ووضعت معه كمية
كبيرة من الجواهر والذهب الخالص وربطت في
كتفه قارورة بداخلها ورقة سميكة كتبت فيها أصل الطفل وأنه ابن الملك بهمن .
ثم حملت الصندوق إلي الشاطئ ، وألقته في اليّم
وهي تقول أنني أودعتك عند من لا تضيع عنده الودائع ، ثم عادت للقصر واخفت أمر
ابنها عن الجميع !
اما الصندوق الذي بداخله الطفل الرضيع ، فقد
تلاعبت به الأمواج ، وتسارع به التيار حتي وصل به إلي بلاد فارس ، كان ذلك عند
بدايات الفجر ، وبالمصادفة كان يوجد صياد فقير يصطاد السمك ؛ فلما رأي الصندوق ذهب
إليه وانتشله من البحر ، وعاد سعيدا الي بيته وهو لا يعلم ما بداخل الصندوق !
في البيت فتح الصندوق ووجد الطفل المسكين غائباً
عن الوجود ، ولما استنشق الهواء بكي بشدة ، فأمر الصياد الفقير زوجته أن ترضعه
فوراً حتي لا يموت ، وقال لها انه ابن ملك من الملوك الكبار والدليل وجود كمية
كبيرة من المجوهرات والذهب الخالص معه في الصندوق .
قال لها اعتني به لأنه سيكون سبب نجاتنا ذات يوم
، واكتمي هذا السر حتي عن نفسك ، لا أريد أن يعلم به مخلوق ، واعتبري نفسك
من اليوم أمه وأنا أبيه ، وليكن اسمه من اليوم
ضاراب .
اهتم الصياد الفقير بتربية الفتي ضاراب حتي كبر
وصار عمره 4 سنوات ، فأدخلاه المدرسة كي يتعلم العلوم النافعة ، حتي بلغ من العمر
10 سنوات وضاراب لا يعرف له أب وأم غير الصياد الفقير وزوجته الطيبة .
تعلم الفتي ضاراب كثير من العلوم الفارسية ونشأ
يعبد الرحمن سبحانه وتعالي مثل أبويه،
وكان قوى البنية شديد البأس له في الفروسية جولات وجولات ، وكان يخافه كل أقرانه
في المدرسة !
صلوا علي الهادي المختار
حبيبنا محمد شفيعنا من النار
نكمل معاكم حكاية عجيبة ...
فيها ملوك أحرار ...
وألغاز وأسرار...
أختنا وردشان
فكرت كتير ...
وأخذت أسرع قرار ...
قالت أخلص من ولد ...
الزنا والعار ....
ممكن يكبر ...
ويهد علينا الدار ...
وضعته في صندوق ..
مدهون زفت وقار ...
ومعاه دهب
وياقوت ...
ورحمة الله الغفار ...
سار الصندق في الماء ..
والمحيطات و البحار ...
سافر الصندوق ...
من بحر لبحر ...
ومحيطات وأنهار ...
وصل الصندوق ....
لبلاد المجوس ...
عبدة النار ...
اللي اسمها فارس ..
وشقشق ضوء النهار ...
وجده صياد فقير ...
حمله علي طول للدار ...
فتح الصندوق وجد ...
طفل يبكي
ومحتار ...
أمر زوجته أرضعيه ...
دا ابن ملك ...
ينفعنا وإحنا كبار ...
ومعاه دهب وياقوت ...
وفوايد وأسرار ...
نسميه ضاراب
...
يبقي ولدنا ويعرفه ...
كل الصغار والكبار ...
كبر ضاراب ودخل ...
مدرسة العلوم والأسفار ...
اتعلم فيها وكان من الأبرار ...
يعبد الواحد الأحد ...
الملك القهار ....
زي أبوه وأمه ....
الصياد الفقير اللي ...
كان يفخر بيه ...
وبقوته كل فخار ...
كبر ضاراب
وكان
فارس ...
يغلب كل الثوار ..!
أصبح فتي كبير ...
قلبه أسد جبار ..
قلبه أسد جبار ..!
قرر أبو الفتي ضاراب اعتزال مهنة صيد السمك وخرج
ليصطاد في الصحراء الوحوش والسباع .
خرج ذات يوم لرحلة صيد صحراوية ومعه ابنه ضاراب
وطاف بكل أنحاء الصحراء الواسعة ولم يظفر
بأي صيد ثمين ، حتي كاد أن يهلك عطشا هو وولده ضاراب ، فقال الصياد هيا نرجع يا
ولدي فأننا لم نجد شيئا اليوم ، فقال له ضاراب كيف نعود هكذا صفر اليدين ؟!
الصحراء أمامنا واسعة يا أبي !
قال الصياد لابنه كاد العطش يهلكني يا بني !
قال ضاراب لا تقلق يا أبي أنا أسقيك ..
ــ من أين يا بني والماء بعيد عنا كثيراً .
ــ اتبعني يا أبي وسوف أريك .
سار الرحل مع ابنه حتي وصلا إلي شجرة نضرة أرواقها
خضراء كبيرة ، وقام ضاراب بقطع غصن من الشجرة ، وقال لأبيه افتح فمك يا ابي ، وعصر
الغصن بقوة ، فقطر ماء عذب شهي وشرب الرجل
حتي ارتوي تماماً !
ساعتها تعجب الصياد من تصرف ولده ضاراب ، وتعجب أكثر
من قوته الفائقة ، وأيقن أن الفتي هو بالفعل ابن الملك بهمن لأنه كان من الفرسان
المشهورين في عصره .
عاد ضاراب مع أبيه ، وحكي الرجل لزوجته عن شجاعة
ضارب
وقوته الغير عادية ، وقال لها حافظي عليه أكثر من
عينيك سوف يكون له شأن كبير .
مضت عدة أيام وطلب ضاراب من أبيه الخروج ثانية
الي رحلة صيد برية .
في صباح اليوم التالي جهز الرجل عدة الصيد والأقواس
وخرجوا للصيد حتي وصلوا إلي احد الأحراش وتوغلوا فيها يصطادان الوحوش [khggftd1]والأرانب البرية، وفجأة لاحت من
ضاراب نظرة للخلف ، وشاهد أسد يتحرش بلبوة بالقرب منهم ، فصاح فيه الفتي بصوت
عالي ، فاغتاظ منه الأسد وهجم عليه !
ساعتها صرخ أبو ضاراب اهرب يا بني ، وصعد الصياد
بالفعل إلي اعلي شجرة خوفاً من الأسد !
أما ولده ضاراب فم يخف ولم يسرع بالفرار مثل أبيه
، بل اقتلع ساق شجرة ضخمة بيديه وضرب الأسد علي رأسه مباشرة وشقه نصفين !
ولما نظرت اللبوة مقتل زوجها علي يد ضاراب بضربة
واحدة اغتاظت منه كثيراً وكشرت عن أنيابها تريد أن تفترسه وتنتقم منه !
ولم يمهلها ضاربا الفرصة وهجم عليها ضربها هي
الاخري بيديه وشقها نصفين !!
لما رأي الصياد الفقير أفعال ولده طار عقله وأخذته رعشة كبيرة ، ونزل من علي الشجرة وأمر ولده أن
يتبعه ، وسار ضاراب وراءه حتي وصلا إلي البيت ، واجتمع بزوجته قائلا لها لم يعد
بمقدورنا السكوت أكثر من ذلك لابد من الذهاب إلي العاصمة وتقديم ضاراب للملكة أمه ، فقد قتل اليوم أسد
وزوجته بيديه شقهما نصفين ، ولا اعتقد انه
يوجد علي وجه الأرض من يماثله قوة وشجاعة ،، هذا الفتي فخر بلاد فارس كلها
!
وافقته زوجته الرأي ، قالت جاء الوقت الذي لابد
فيه من تسليم الامانات لأصحابها .
قرر الصياد الفقير
...
يترك صيد السمك والبحار ...
ويهيم في الصحاري ...
يصطاد الوحوش الكبار ...
خرج معاه ولده ضاراب ...
دخلوا سوا الأغوار ...
خاب مسعاهم ولا اصطادوا ..
ثعلب أو فار !
شعروا بالعطش الشديد ...
والتعب والمرار ...
قال الفتي لأبوه ...
سوف أسقيك أبي ..
ماء عذب كالأنهار
...
عصر الفتي غصن شجرة ..
شرب أبوه بانبهار ...
راح العطش ورجعوا سوا ...
للبيت والدار ...
عدت أيام قليلة ...
وطلب ضاراب من أبوه ...
الخوض في الصحرا والبرار ..
قاموا برحلة صيد عجيبة ...
وتوغلوا في الأحراش ...
تحرسهم رحمة الغفار ...
اصطادوا أرانب برية ...
ووحوش كتير صغار ..
فجأة لمح ضاراب أسد ..
مع زوجته في حوار ...
صرخ في الأسد ...
زعل منه وغار ..!
هجم الأسد عليه ...
قابله بقلب جبار ...
ضربه ضربة واحدة ...
ايده كانت منشار ..!
هجمت عليه لبوته ..
قالت سبعي يا للعار !
ضربها الفتي ...
ضربة واحدة ...
ماتت وكان دمها أنهار ..!
ابو ضاراب صار يرتعش ..
من الفرحة والانبهار ...!
رجع مع ابنه للبيت ...
قال لزوجته
ابننا ...
فارس مغوار ...
لازم نرجع الأمانة ...
لأصحابها وهما ..
أصحاب القرار ...
هما أصحاب القرار
هما أأصحاب القرار !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
شاعر
عربي
ـــ موعدنا مع الحلقة الثالثة ..
ـــ قريبا إن شاء الله .
ـــ استودعكم الله .
تعليقات
إرسال تعليق