ملحمة الملك فيروز شاه 7 ////////// الحلقة السابعة ///////////////////



    & ملحمة الملك فيروز شاه  ابن الملك ضاراب 7&
                              الحلقة السابعة
                                          بقلم
                          أحمد عبد اللطيف النجار
                                  شاعر عربي

ملحمة شعرية تحكي بطولات الملك فيروز شاه  الفارسي  ابن الملك ضاراب ، يمتزج فيها الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل ، فيها من الحوادث العجيبة  والأمور الغريبة ما يسر الوجدان ويريح أعصاب الولهان .
&&  مصدر الملحمة الأصلية  :  المكتبة الشعبية // بيروت // لبنان // طبعة سنة 2000 ميلادية .
&& مؤلف الملحمة الأصلية: مجهول !!!
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج الفارسين يقصدان تعزاء اليمن وهم لا يعرفون أي طريق يسلكون .
تبعد بلاد اليمن عن إيران مسافة 45 يوم  وقطع فيروز شاه وصاحبه فرخوزاد مسافة طويلة جدا وهما يسألان من يقابلهم  عن الطريق الصحيح ، إلي أن صادفا قافلة تسير في البر ، فتقدما منها وسألوهم أين يقصدون ، أجابوهم انهم في طريقهم إلي تعزاء اليمن بلاد الشاه سرور ومعهم تجار يبيعون بضاعتهم في تلك المدينة .
ساعتها قرر الفارسين السير خلف القافلة ، واستمر الحال هكذا حتي لعبت الشكوك في قادة القافلة من هذين الفارسين وخافوا منهم ان يكونوا من اللصوص وقطاع الطرق ، ساعتها فكر زعيم القافلة في حيلة كي يسيطر علي الفارسين تماماً ، فأرسل إليهم احد خدم القافلة
بصينية كبيرة عليها طعام شهي بعد ان وضع فيه البنج ، وبعد أن أكل فيروز شاه وصاحبه الطعام وقعا فوراً علي الأرض كالأموات تماماً !
وعلي الفور هجم عليهم رجال القافلة وأوثقوهم بالحبال !
قام الفارسين ليجدا أنفسهم في وضع صعب ومزري ، وشاءت إرادة الله أن يهجم علي القافلة مجموعة كبيرة من قطاع الطرق أثناء سيرهم وسط الصحراء القاحلة ، ساعتها صرخ فيروز شاه حلوا وثاقنا وسوف نقضي لكم علي قطاع الطرق في غمضة عين !
بصعوبة وخوف وتوجس وافق قائد القافلة علي حل وثاقهم ، وهجم  فيروز شاه وفرخوزاد علي قطاع الطرق  قتلوهم في ثوان معدودات ، وفر منهم من فر !
تقدم قائد القافلة بالشكر للفارسين معتذراً علي عدم الثقة  فيهم منذ بداية الرحلة !
رغم ذلك لم ينته الشك فيهم من رجال القافلة ، وذات ليلة نام الجميع وقام الفارسين من نومهم ليجدا أن القافلة رحلت بعيداً وتركتهم !
قال فرخوزاد لأخيه فيروز شاه لا تحزن سوف نسير علي آثارهم  ونصل لهدفنا المنشود إن شاء الله .
سار الفارسين وسط الصحراء القاحلة حتي لمحوا من بعيد قلعة كبيرة تبدو ظاهرة للعيان ، فتقدما منها  وعندما اقتربا من باب القلعة  هجم عليهم مجموعة من الفرسان ، واستطاع فيروز شاه وفرخوزاد هزيمتهم ، بل وأسر رجلين ذات منزلة منهم ، الأول يدعي قادر شاه والأخر قاهر شاه ...
ــ إذن انتم اخوين ..
ــ نعم نحن اخوين وأبناء ملوك ، وقد اغتصب عمنا الملك منا بعد أن مات أبينا !
ـــ كيف تم ذلك ولماذا ؟
أجاب قادر شاه ،، وقع أخي قاهر شاه في حب ابنة عمه الشموخ وأراد ان يخطبها ويتزوجها ، لكن أبيها رفض إلا إذا تنازل قاهر شاه  عن نصيبه في المملكة والحكم ، وافق قاهر شاه  لعشقه الشديد للشموخ وهي تستحق ذلك وأكثر لجمالها الباهر .
بعد أن تنازل قاهر شاه عن نصيبه رفض عمنا الالتزام بوعوده وطلب من قاهر شاه ان اتنازل أنا أيضا عن نصيبي في الحكم  ، وإكراماً لأخي وافقت لعلمي أنه يعشق ابنة عمه الشموخ ولا يستطيع العيش بدونها .
بعد تنازلنا عن المملكة والحكم لعمنا فوجئنا به يطردنا شر طردة ، وأصبحنا أنا وأخي مشردين في الصحراء ، فلجأنا لتلك القلعة الحصينة ، نقيم فيها وننتقم من كل البشر بسبب غدر عمنا واغتصابه الحكم منا !
بعد ان استمع فيروز شاه للقصة تأثر كثيرا وقال لهما ، أولاً لابد أن تعبدوا مثلنا الواحد الأحد القهار ، وافق الأخوين ودخلوا في عبادة الله وعلمهم الأمير كيف يقيمون الصلاة في مواعيدها ويتلون القرآن الكريم .
أما أمر عمكم  خالد شاه فأنا كفيل به وسوف أعيد أليكم الحكم والملك بإذن الله .
دخل فيروز شاه وأخيه فرخوزاد القلعة مع الأخوين ووجداها حصينة جدا من الداخل ، باتوا حتي الصباح وشقشق نور الفجر ولاح ، وذهبوا إلي مملكتهم المغتصبة من عمهم خالد شاه .
بمجرد اقترابهم من أسوار المملكة رآهم عمهم خالد شاه فأمر الفرسان بالهجوم عليهم وأسرهم ، وبمجرد اقتراب الفرسان منهم فوجئوا بفارسين مثل أفراخ الجان بددوا شملهم وأبادوهم عن آخرهم
ساعتها اغتاظ خالد شاه وهجم بنفسه علي فيروز شاه  وفي لمح البصر أخذه فيروز أسيرا ذليلاً !
سأله لماذا فعلت ذلك بأولاد أخيك اليتامى واغتصبت المملكة منهم ؟
ـــ أذنبت سيدي ونادم علي ما فعلت .
ــ إذن عليك أن تُكفّر عن ذنبك .
ـــ ما ذا افعل سيدي الأمير ؟
ـــ تعلن توبتك ودخولك في دين التوحيد ومعك كل الخلق في المملكة .
ـــ أعلن توبتي  وانه لا إله إلا الله محمد رسول الله .
ــ تعيد الحكم والملك لأبناء أخيك وتزوج ابنتك الشموخ من ابن أخيك قاهر شاه كما وعدته .
ــ حاضر سيدي أفعل إن شاء الله .
دخل فيروز شاه وأخيه فرخوزاد  المملكة ومهم خالد شاه ، وتم إعلان زواج قاهر شاه من ابنة عمه الشموخ  وأقيمت الأفراح مدة 15 يوماً ودخل عليها قاهر شاه ووجدها درة وجوهرة ثمينة من درر الزمان .
بعد ذلك صارح الأخوين قاهر شاه وقادر شاه الأمير فيروز في زهدهم في الحكم والمًلك ، وانهما يرغبان في العيش بقية عمرهم في قلعتهم الحصينة في الصحراء .
اصطحبهم الأمير فيروز حتي أوصلهم إلي قلعتهم آمنين مطمئنين ، ثم اخبرهم انه سيرحل صباح الغد هو وأخيه فرخوزاد  لاستكمال رحلتهم إلي بلاد اليمن .
ساعتها فوجئ الأمير فيروز بإلحاح قادر شاه علي الرحيل معه وانه سيكون في خدمته بقية عمره ، وإمام إلحاحه الشديد وافق الأمير ، وودع الجميع قاهر شاه وزوجته الجميلة الشموخ وبدأوا رحلتهم للمجهول .
استمروا في سيرهم في الصحراء والوديان ، وذات ليلة ناموا في
أحد الأحراش ، وفي غسق الفجر سمع الأمير فيروز أصوات همهمة وخيول تجري ، فذهب لاستطلاع الأمر ، وفوجئ بألف فارس رافعين رماحهم وسيوفهم تلمع ، فهجم عليهم وحده ، بدد شملهم واستمرت المعركة  طويلاً ، حتي استيقظ قادر شاه مفزوعاً علي صوت المعركة الحامية ، وارتدي درعه بسرعة وراح لنجدة الأمير فيروز شاه .
استطاع الفارسين قتل المئات من المهاجمين وكانت قوتهم قد  ضعفت كثيراً ، ساعتها قام فرخوزاد من نومه  علي وقع المعركة وانضم إليهم ، ولكنه أُصيب بضربة غادرة من الخلف وحمله فرسه وسار به بعيداً عن المعركة واستمر في سيره بعيدا حتي دخل أحد الوديان ، وهناك لمحه أحد البدو ، أخذه وقام بعلاج جراح فرخوزاد حتي فاق من غيبوبته ، وسأل الشيخ الكريم أين هو ، قال له أنت الآن في مدينة السليمية التابعة للشاه سرور ملك اليمن !
بعد أن انتهي الأمير فيروز شاه وأخيه قادر شاه من قتل الألف فارس جميعاً ، ذهبوا ليتفقدوا أخيهم فرخوزاد فلم يجدوه في مكانه !
حزن الأمير فيروز شاه كثيراً ، طمأنه قادر شاه بأن فرخوزاد لم يمت في المعركة  وانه في الغالب قد أُصيب وسار به فرسه بعيداً عن المكان .
أما فرخوزاد فقد قام بجولة في أسواق المدينة وسكن في احد الخانات حتي يستكمل الشفاء من جراحه ، واضطر لبيع فرسه ليأكل بثمنه ، ثم باع درعه ، ثم سيفه ولم يتبق شيئاً كي يبيعه ، فاضطر لترك الخان لنفاذ نقوده  وسار هائماً في طرقات المدينة يعصره الجوع عصراً ويمنعه الحياء من استجداء الناس وهو ابن الملوك !
فجأة وجد نفسه أمام احد المطاعم وكان الجوع يعصره ، لكن عزة نفسه تمنعه من دخول المطعم ، فليس معه أي نقود !
لاحظه من داخل المطعم شيخ كريم وشعر بما يعانيه ، فدعاه للدخول
وتناول الطعام ، تردد فرخوزاد كثيرا ، فهو لا يعرف الشيخ ، لكنه في النهاية استسلم لنداء معدته وتناول الطعام .
وسأله الشيخ عن بلده ، فقال له انه من بلاد فارس وكان في طريقه الي تعزاء اليمن ، وضلت خطاه حتي وصل إلي تلك المدينة .
قال الشيخ له من اليوم اعتبرك ولدي ، فليس لي أولاد ، وأخذه إلي داره واخبر زوجته بقصته ، فرحبت به كثيراً ، وعمل مع البقال في تجارته ، وكان وش السعد عليه فقد زادت التجارة ونمت بصورة عجيبة لم يصدقها البقال واستبشر خيرا بفرخوزاد .
                   QQQQQQQQQQQQQQ
خرج الأمير ...
معاه فرخوزاد ...
راحوا مشوار
 طويل ...
وتركوا البلاد ...
رايحين لملك اليمن ...
طالبين منه  الوداد ...
قابلوا قافلة كبيرة ...
رايحة اليمن بالزاد ...
قالوا نصاحبكم ...
نمشي سوا ...
في الواد ..
سارت القافلة ...
يحرسها فرسان ..
شداد ...
فجأة هجم عليهم ...
قُطّاع طرق ...
في سواد ...
هجم عليهم بطل ...
اسمه فرخوزاد ...
جعلهم تحت الثري ...
عبرة لكل اللصوص ...
وأعلنوا الحداد ...
قام رئيس القافلة ...
يشكر الأمير ...
وأخوه فرخوزاد ...
وكملوا مسيرتهم ...
جوا الصحرا الكبيرة ..
ظهرت لهم قلعة ...
بأسوارها الخطيرة ...
اقترب فيروز ..
من القلعة بشجاعة ...
هجم عليه فرسانها ...
فاكرينه من الشطار ...
ردهم فيروز ...
قالوا سمعاً وطاعة ...
وأخذ معاه أسيرين ...
قادر شاه وأخوه ..
قاهر شاه ...
قالوا إحنا أولاد ملوك ...
وتوهنا في الحياة ...
ورثنا مُلك أبونا ...
واغتصبه عمنا ...
خالد شاه ...
عشان بنته الشموخ ...
عشقها قاهر شاه ...
وعمنا قال مهرها ...
يساوى مُلك وجاه ...
تنازلنا عن مُلكنا ...
وعمنا غدر ...
وقال لنا لا...!
طردنا من المملكة ...
وصرنا مشردين ...
مش نعرف أي ملة ...
أو شريعة ودين ...!
قال لهم فيروز ...
إحنا موحدين ...
ادخلوا دين الله ...
وتبقوا منصورين ..
وعلّمهم الصلاة ...
وهجم علي عمهم ...
أسره بعون الله ..
قال له فين الحقوق ...
يا عدو الله ...
ليه تغتصب حقهم ...
في المملكة والجاه ...
وتحرم ابن أخوك ...
من الزواج من الشموخ ...
دا اسمه قاهر شاه ...
قال له خلاص ...
توبة ولن أنساه ...
وتم الزوج السعيد ...
عروستنا الشموخ ...
وعريسها قاهر شاه ...
قام الأمير فيروز ...
       قال لهم وداع ...
       ماشي  في نور الله ...
هدفي صعب قوي ..
هو عين الحياة ...
لابد أوصل له ...
وأعرف منتهاه ...
فجأة صرخ بعويل ...
أخوه قادر شاه ...
قال له معاك ...
يا أمير حتي
طوق النجاة ...
رحلوا الثلاثة ...
فيروز وفرخوزاد ...
وثالثهم قادر شاه ...
ولا خافوا
 من الأحراش ..
وراحوا للفلاة ...
وناموا يسبحوا ...
المولي جل عُلاه ...
فجأة قام فيروز ...
علي أصوات مناجاة ..
شاف ألف فارس ...
هاجمين وعقله تاه ...
قام هجم عليهم ...
وحده بعون الله ...
ودارت المعركة ...
ولحقه قادر شاه ...
مات فرسان كتير ...
بسيف فيروز شاه ...
وقام أخوه فرخوزاد ...
 قال يا ويلاه ...
لازم الحق اخويا ...
أساعده في مبتغاه ..
لكن كان المقّدر ...
تصيبه  السيوف ...
والفرس يجري بيه ...
ويوصل للسليمية ...
تبع ملك اليمن ..
أبو عين الحياة ..
عاش فرخوزاد ...
يعالج جراحه ..
من أوجاع الحياة ...
وعالجه بقال فقير ...
قال له أنت ولدي ...
اللي ضاع ...
في الحياة ...
ودارت الأيام ...
بأخونا فرخوزاد ...
وزادت التجارة ..
والبركة في ازدياد ...
كان التاجر مبهور ...
بابنه فرخوزاد ...
اللي القدر واعده ..
كان علي ميعاد ..
كان علي ميعاد ...
كان علي ميعاد ...!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
       شاعر عربي
   &&  إلي اللقاء &&


تعليقات